رقية

حكايتك

رقية
رقية
أنا إسمي رقية .. علي إسم جدتي،
زمان كانت جدتي رقية عايشة معانا في بيت واحد، كانت بتاخدني انا و اخواتي واحد واحد فينا علي حجرها و تحكيلنا عنها و هي صغيرة عشان نبقي زيها،
كانت تصحي تلبس إخواتها و تروح بيهم المدرسة ومركز في دراستها، شاطرة في الفصل و ترفع إيديها تجاوب ماتكسفش، قالت كمان إنها كانت بتحفظ كويس، بس مشكلتها إنها كانت شقية.
وبسبب شقوتها سابت التعليم عشان ابوها قالها خسارة صحتك وطاقتك تروح قدام كتاب، و إنها الأحسن تروح تساعده في صيد السمك و تزرع معاه. كانت بنت وحيدة وسط رجالة كتير بس بتشتغل زيهم و أحسن،و مرة واحد غلط في شغله غلطة وقال إنها هي السبب فيها و ابوها زعقلها جامد قدامهم و لما حاولت تدافع عن نفسها ضربها قدامهم برضو.
فكرت تسيب الشغل بس عشان مش معاها شهادة خافت إن مفيش حد يصدق إنها شاطرة.ندمت انها سابت التعليم.
ولما ابويا لما حاول يطلعني اشتغل معاه كانت بتدافع عني أنا و إخواتي البنات وتقولهم سيبهم يتعلموا و ينورا طريقهم و كانت دايماً في ضهرنا.
جدتي كانت سند لينا كلنا، علمتنا ندافع عن حقوقنا و نطالب بيها مانكسفش.عشان كده كنت عايزة ابقي محامية و اقف في ضهر الناس كلها زيها.
بس في يوم نتيجتي جدتي إتوفت كان أصعب يوم عديت بيه، و عاهدت نفسي إني لازم اتخرج من حقوق عشان افرحها.
و فعلاً رفعت راسهم و جبت مجموع حقوق القاهرة لغات، لكن ابويا شاف إن مافيش بنت تسافر لوحدها للقاهرة و رفض تماماً إني أسافر. وقتها
دافعت عن نفسي و حلمي زيها و ماخفتش و قولتله إني لازم اسعي ورا حلمي عشان ابقي سند لأهلي و الناس.
ابويا شاف انه لازم يكمل هو كمان طريق جدتي و يسندنا و قرر إنه يدخلني حقوق لغات القاهرة و يوصلني كل يوم بالقطر و بقيت قدوة لبلدي و بقيت رقية التانية اللي بتسند الناس.
أنا حققت حلمي وحلم جدتي …
رقية سالم، محامية دولية كبيرة